الفرق بين اقتصادياتنا العربية واقتصادياتهم الغربية

من طرف **Admin** السبت مارس 19, 2011 3:51 am

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني أخواتي السلام عليكم
ورحمة الله تعالى وبركاته

إن المتتبع لواقع الاقتصاديات العربية يراها تتخبط في دائرة من المشاكل والمطبات والتي تعرقل من جهودها وسعيها للتنمية الاقتصادية،ومايزيد من الحيرة والعجب بخصوص هذا الواقع هو ما تزخر به البلاد العربية من موارد سواءا كانت بشرية او مادية تمكنها من الرقي والريادة في عملية التنمية الاقتصادية،إلا أنه لا شيء من ذلك حصل وبالعكس يبدو أن الدروس المتوالية التي تأتي من الجانب الآخر من الكرة الأرضية لا يستفاد منها.

في المقابل لو تأملنا واقع الدول الغربية المتطورة لوجدنا قلة مواردها سواء الشرية والطبيعية مقارنة بالبلاد العربية،لكن ذلك لم يمنعها من تطوير اقتصادياتها والنهوض بها في تحد من المفروض أن تكون فيه العديد من الدروس والعبر لاقتصاديات الدول العربية،ومن ثم نتسائل: لماذا وما السبب وأين الفرق؟

في الادبيات الاقتصادية الحديثة لم تقتصر الموارد المستخدمة في عملية الانتاج على العنصر البشري ولا على المادي ولا على التكنلوجيا،إذ تم التوصل إلى وجود عامل مهم ومهم جدا له دور كبير في تطور العملية الانتاجية والاقتصاد ككل،وهو يمثل الفارق بين تطور دولة دون أخرى،خاصة وأنه بدونه لن يفيد تواجد عنصر العمل ورأس المال والتكنلوجيا إلا في التبذير والإستعمال غير الرشيد،هذا العامل هو عامل الإدارة والتنظيم.

إن عامل الادارة والتنظيم هو العامل الذي من خلاله يمكن للاقتصاد من الاستغلال الأكفأ والأمثل لموارده المختلفة من مال وتكنلوجيا وعمل،فبالإدارة والتنظيم يتحقق مفهوم الرشادة والعقلانية من جهة ومفهوم الكفائة من جهة أخرى،فحتى ولو كان لديك القلة من عنصر العمل وعنصر رأس المال وكانت لديك إدارة متطورة وتنظيما كفأ يسمح بتوفير التركيبة المناسبة بين تلك الموارد فإنه وبلا شك ستتمكن من الرقي باقتصادك والنهوض به وذلك هو حال الدول الغربية المتطورة،أما وأن تملك وفرة من عنصر العمل وعنصر رأس المال وتغيب عنك الإدارة المتطورة والتنظيم المحكم اللذان يمكنان من الربط الأمثل بين هذه الموارد فعندها لن تجني إلا التبذير والإستعمال غير الرشيد لتلك الموارد دون تحقيق أي فائدة اقتصادية وذلك هو حال الاقتصاديات العربية على العموم.

هي إذن مشكلة عويصة أن يغيب عنك التنظيم المحكم والإدارة الجيدة لتلك الموارد الوفيرة التي تملكها بشكل يسمح لك بأن تجني منها أقصى ما هو ممكن،ومن ثم علينا أن نعي وندرك أهمية فنون الإدارة والتنظيم في تطوير العملية الإنتاجية ومن ثم في رقي الإقتصاد وتطوره،ولنستخلص الدروس والعبر ممن هم أقل إمكانات منا ويصنعون بها رغم ذلك الرقي والإزدهار.